المركزي السوري.. لا ضرائب جديدة وتوحيد سعر الصرف قريبًا بعد فك العزلة المصرفية وعودة التحويلات الدولية.

أكد محافظ مصرف سوريا المركزي، عبد القادر الحصرية، أن الليرة السورية لن تُربط بالدولار أو اليورو، بل ستخضع لآلية العرض والطلب، مع اعتماد سياسة تعويم مدار تهدف إلى استقرار تدريجي للعملة، موضحًا أن العمل جارٍ على توحيد سعر الصرف خلال بضعة أشهر والحد من المضاربة في السوق.

وفي هذا السياق، أشار الحصرية إلى أن معدل الفائدة سيُحدد وفقًا للسوق، دون اللجوء إلى رفعها بشكل غير مدروس، وأن الحكومة تسعى إلى ضمان استقلالية البنك المركزي وفقًا للمعايير الدولية، في خطوة تعزز الثقة بالقطاع المالي المحلي.

وأضاف أن النظام المصرفي السوري يشهد انفتاحًا غير مسبوق منذ عقود، حيث بدأت البنوك تنفيذ التحويلات المحلية والدولية لأول مرة منذ عام 2012، وعاد نظام "سويفت" للعمل بعد فك العزلة التقنية، ما يفتح الباب أمام تدفقات مالية واستثمارية جديدة.

وتابع الحصرية بأن مؤسسة ضمان الودائع مفعّلة، وأنه لا توجد أزمة ودائع، خاصة أن معظمها بالليرة السورية. كما أن الودائع المجمّدة سيتم تسييلها تدريجيًا لدعم السيولة، بالتوازي مع صدور قرارات جديدة منذ 7 مايو لتعزيز السيولة المصرفية.

وفيما يتعلق بالسياسات التمويلية، أشار الحصرية إلى أنه سيتم تفعيل هيئة التمويل العقاري وإصدار صكوك محلية لتمويل العجز بدلًا من الاقتراض الخارجي، مع عدم وجود نية للاقتراض من صندوق النقد أو البنك الدولي، مؤكدًا أن الاقتراض الداخلي سيكون مدروسًا دون إحداث تضخم.

كما كشف عن تشاور مستمر مع صندوق النقد لتبني أفضل الممارسات العالمية في منظومة المدفوعات، مع التوجه نحو إطلاق إصدارات داخلية لتمويل الاقتصاد السوري بشكل مستدام.

وبشأن الوضع المعيشي، طمأن محافظ المركزي السوري المواطنين بأن لا نية لفرض ضرائب جديدة رغم وجود تشريعات ضريبية جديدة، مؤكدًا أن الحكومة تمكنت من زيادة الإيرادات عبر تخفيض الرسوم الجمركية دون تحميل المواطن أعباء إضافية.

واختتم الحصرية بالإشارة إلى أن الاقتصاد السوري دخل مرحلة تعافٍ شاملة للمرة الأولى منذ 70 عامًا، مع تحسّن البيئة الاستثمارية وتوقع انخفاض أسعار المستوردات بنسبة تتراوح بين 25% و30%، مدعومًا بتدفق نقدي مستمر من الاقتراض المحلي والخارجي على مدى 15 إلى 20 عامًا.

يأتي ذلك في أعقاب رفع العقوبات الأمريكية على سوريا، بعد توقيع الرئيس ترامب أمرًا تنفيذيًا ينهي برنامج العقوبات، وإعلان وزير الخارجية الأمريكي عن بدء العمل لإلغاء قانون قيصر، في خطوة تهدف إلى منح الشعب السوري فرصة لبداية اقتصادية جديدة. (İLKHA)